الأربعاء، 8 أبريل 2020

ما قبل الإعدام ..

كل ليله .. كل ساعه .. كل دقيقه بتعدي وهي مش معايا مبتوجعنيش ، الي بيوجعني انها مع غيري ، وصلت لمرحله اني بقيت اتمني موتها علي اني اشوفها مع حد تاني

حد متمتع وعايش في نعيم حبها ليه ، حد غيري بيصحي علي صوتها وبيبص في عيونها ، بيشوف ويعيش جمال اللحظه الي بتضحك فيها .. بيمسك ايدها .. حس بدفا وأمان حضنها

أصعب شئ في الدنيا الخيانه والتخلي ومن غير ما أعرف ليه .. فجأه لقيت نفسي لوحدي ، بتعذب كل يوم وانا براقبهم وبتابع اقل وادق تصرف بيعملوه سوا

دايماً بسأل نفسي ياتري قالها ايه خلاها تضحك ! ياتري وشوشته وسط الناس قالتله ايه ، احساسه ايه دلوقتي وهو ماسك ايدها و .. بيبوسها بيبوس ايدها زي ما كنت ببوسها .. مع الايام  مبقتش قادر استحمل اكمل بالوضع ده

في البدايه كنت بقنع نفسي اني بعمل كده عشان اقدر اكرهها او انساها واكمل حياتي بس مع الوقت اكتشفت اني قاصد اعذب نفسي واضغط عليها عشان اخد خطوه واتصرف ، من جوايا كنت رافض انها تبقي لحد تاني .. هي ليا .. ليا وبس مهما كان التمن

* الخميس 7 مساءً*

كمان ساعه هينزلوا زي كل اسبوع ، هيعدي عليها بعربيته بعد شغله  علي اول شارعهم ، هتفتح الباب وتركب .. هيمسك ايدها يحضنها بأيده ويبوسها بخفه وهو عينه بتراقب ضحكتها وعينيها الي بتلمع .. ، هياخدها ويروحوا السينما كالعاده زي ما كنا بنعمل .. اكيد هي الي اقترحت عليه يعملوا كده اصلها بتحب الافلام جداً .. زايي بالظبط

5 ..4 ..3..2..1..

خلصت عد وفتحت باب الشقه وخرجت وانا بقول لنفسي كل حاجه هتخلص انهارده .. كل حاجه هتخلص .. ومش هدي نفسي فرصه اعيش ندمان للحظه علي الي هعمله .. هنهي كل حاجه تماماً

*الخميس 8:30*

عربيته واقفه .. مستنيها ، لمحتها جايه بتمد ومستعجله عشان تشوفه ومرسوم علي وشها اجمل ابتسامه شوفتها في حياتي ، ركبت وفضل واقف دقيقتين وبعدها اتحرك ..

مسكت المسدس وطلعت خزنته وعديت الرصاص كانوا 8 ، بعد نص ساعه كنا في قاعه السينما بنتفرج علي فيلم رعب ، كانت مستخبيه في حضنه وحاسه بالأمان .. الأمان الي هو حرمني منه لما خدها مني .. بس انا كمان هحرمه منه و هحرمه من كل حاجه ..

*الساعه 10*
ندهت لواحد من موظفين السينما اديته 100 جنيه وقولتله يروحله يقوله ان شقته بتولع  وقولتله اسمه ، أول مابلغه بالخبر اتنطر من مكانه وطلع يجري علي عربيته بدون تفكير وبدون ما يسأل نفسه حتي الموظف ده عرفه منين ويعرف بيته منين .. كان غبي معرفش حبته علي أيه

ركن عربيته في نص الشارع وطلعوا يجروا علي الشقه .. كنت طالع وراهم بخطوات بطيئه وسامعهم بيجروا بخوف ورعب حقيقي .. صوت نفسه العالي كان بيدب في وداني .. كنت حاسس بمتعه وانا حاسس اني سلبته الراحه والأمان ، لما وصلوا للشقه وفتحوها لقوها سليمه ، كنت سامعهم محتارين وم فاهمين حاجه وبدءوا يسألوا نفسهم الاسئله البديهيه الي كانت المفروض تتسئل من البدايه بس كان الوقت فات خلاص

زقيت الباب الي نسيوه مفتوح بالراحه .. دخلت بخطوات ثابته وهاديه ، عيني كانت عليها .. حتي وهي خايفه ومرعوبه كانت اجمل حاجه شافتها عيني ، اول ماشافوني اتخضوا وفهموا ان انا الي ورا الي حصل وقبل مايهجم عليا كان مسدسي في وشه ، اتسمر مكانه مرعوب .. كنت شايف عينيها بدأت تدمع من الخوف ، كنت متضايق جدا من نفسي ان سبب في خوفها بالشكل ده بس مكانش في طريقه تانيه

بدأت تصوت وتزعق بهيستيريا شديده وهو واقف مكانه مبيتحركش ، كانت بتشتمني وتزعقلي وبتقول عليا مجنون ، هو بدأ يتحرك ناحيه الاوضه الي جنبه بالراحه جداً وبحذر وكأنه بيحاول يهرب ، فجأه الصمت سيطر ع المكان .. مكنتش سامع غير صوتي وانا بسأل نفسي هل الي هعمله ده هو الصح !

فوقت لما لمحته بيتحرك ناحيه الاوضه بسرعه ، ضربت رصاصه في الحيطه وقولتله اني مش بهزر ولا بهدد واحسنله يخليه مكانه ، بصتلها وسألتها بحزن " هو ده الي فضلتيه عليا !  ، محاولش حتي يدافع عنك ، مفكرش غير في نفسه ؟ "

كانت بترد بصوت متقطع وسط عياطها وبتقولي انت مش فاهم حاجه ارجوك سيبه واعمل فيا الي تحبه

!!! .. ليه كل ده .. ليه بتحاولي تدافعي عنه لاخر للحظه ، فيه ايه عشان تحبيه الحب ده كله لدرجه انك تفضلي الموت علي اني أاذيه !

تعرف ، انا كنت جاي انهارده ومقرر ان في اتنين هيموتوا .. انا وانت !  ، بس دلوقتي اتأكدت انا قراري كان غلط انت مينفعش تموت .. مينفعش تموت وتفضل حزينه عليك طول عمرها بسببي مينفعش اشوفها بتحبك الحب ده كله واحرمها منه .. انت الي  هيحزن طول عمره بسببي انا    .. انا الي هيحرمك من الحب ده للأبد زي ماحرمتني منه .. كمان دقيقه مش هيبقي في كسبان وخسران .. انا وانت هنعيش خسرانين للأبد

بصيت في عينيها أخر مره .. كانت جميله .. ودافيه رغم كل الي هي فيه .. بحبك .. كانت اخر حاجه سمعتها قبل ما اضربها بالنار 7 مرات

لأخر للحظه كنت فاكر اني هعيش خسران من بعد اللحظه دي بس قبل ما اضرب اخر رصاصه اتأكدت ان في مخرج .. سبيل وطريق ممكن يوصلني لاني اشوفها في عالم تاني غير ده ، حطيت المسدس ع راسي وغمضت عيني وتخيلت ضحكتها وكل حاجه انتهت .

بعد يومين فوقت في المستشفي .. اكيد منجيتش من رصاصه في المخ ، حد من الجيران ضربني ع دماغي قبل ما ادوس ع الزناد ، بعد شهور طويله من المحاكمه والفحوصات ومحاولات الانتحار الي بطلت اعدها استقروا ع اني مريض نفسي واتحبست ، معرفش فين بس انا محبوس في اوضه بيضا وفاضيه تماما من اي شئ عشان محاولش اقتل بيه نفسي ، حتي القلم الي بكتب بيه ده رابطين ايدي وموقفين حارس عليا وانا بكتب

بعد فتره بلغوني ان عندي زياره ، من وقت الي حصل مشوفتش حد اعرفه .. كنت مستغرب مين ده لحد ما شوفته .. هو

قعد قدامي ورا للوح الازاز وبصلي وضحك براحه وقالي " انا عارف انك مجنون ومعدوم الاحساس بس الي عارفه اكتر انك كنت بتحبها زي منا بحبها ويمكن اكتر رغم الي انت عملته ، انا فكرت كتير قبل ما اجيلك بس لقيت اني لازم اجي واعيشك في جحيم اكتر من الي انت عايشه ازود عذابك اكتر واكتر "

مد ايده في جيبه وطلع صوره طفله صغيره وحطها ع الازاز " شايف ؟ بص كويس .. نسخه منها مش كده ، دي بنتنا .. حلوه صح ؟ ، نفس ملامح وضحكه امها .. امها الي انت قتلتها وحرمتها منها العمر كله ، يومها مكانتش ملهوفه عليا ولا بتضحي عشاني زي ما كنت فاكر .. يومها انا متخليتش عنها ومدافعتش عنها زي مانت بغبائك شوفت  .. عاوزك تعيش عمرك كله وبتمني ربنا يمد في عمرك لاخر الزمن وانت عايش بتأنب ضميرك ومتعذب بسبب الي انت عملته فيها وفي بنتها ومش هقولك فيا ، لا انا جاي اعرفك ان كل حاجه جميله كانت فيها وبتحسسني بيها لسه موجوده ، موجوده في بنتها كل ما هبص في وشها واشوف ضحكتها هشوفهم هما الاتنين ، وانت هتفضل هنا لحد ماتعفن وانت متعذب وبتأنب نفسك ، ومتفكرش انك لو قتلت نفسك هتشوفها تاني .. انا عارف انت بتفكر ازاي بس الي زيك وزيها .. مستحيل يجتمعوا تاني

متبقاش الا خسران وحيد .. اتمنالك حياه وعمر مديد ملوش نهايه ..